04/03/2018

دمج طلبة عرب في الدراسة للّقب الثاني في موضوع علم النفس

  • في هذه الأيّام، يدرس نحو 35 طالبًا للّقب الثاني في كلّ أعوام اللقب، وتتوقّع لجنة التخطيط والموازنة أن يرتفع عدد الطلبة العرب في إطار البرنامج بنحو 50% في كلّ فوج.

 

البروفيسورة يافه زيلبيرشاتس، رئيسة لجنة التخطيط والموازنة: “يواجه المجتمع العربيّ مشكلة النقص الخطير في الاختصاصيّين النفسيّين، الأمر الذي يُلحق أضرارًا ملموسة بخدمات الصحّة النفسيّة المتوافرة للسكّان العرب. على ضوء الاحتياجات التي برزت في الحقل وتقارير الجهات المهنيّة في وزارة الصحّة، قمنا ببناء خطّة دعم شاملة لمساعدة الطلبة العرب في التغلّب على التحدّيات التي تواجههم، والانخراط في دراسة اللقب الثاني في علم النفس”.

 

صدّقت لجنة التخطيط والموازنة على رصد 6 ملايين شيكل (لمدّة ثلاث سنوات) لصالح زيادة عدد الطلبة العرب الذين يدرسون لنَيْل اللقب الثاني في علم النفس في مؤسّسات التعليم العالي الإسرائيليّة التي تحصل على ميزانيّات من مجلس التعليم العالي. ووَفق قرار اللجنة، سيقدَّم الدعم للمؤسّسات التي تَعرض خططًا لمرافقة أكاديميّة وفرديّة للطلبة العرب الذين يدرسون لنَيْل اللقب الأوّل في علم النفس، والتي ستساعد على اندماجهم للدراسة في اللقب الثاني.

في هذه الأيّام، يدرس نحو 35 طالبًا عربيًّا للّقب الثاني في كلّ سنوات اللقب، وتتوقّع لجنة التخطيط والموازنة أن تسهم الخطّة في أن تزداد أعداد الطلبة العرب الذين يدرسون موضوع علم النفس للّقب الثاني بنحو 50% في كلّ فوج.

على الخطط المعروضة أن تقدّم حلولًا لعدد من الصعوبات التي تواجه الطلبة العرب، كالصعوبات اللغويّة، والأكاديميّة والثقافيّة، والاجتماعيّة وغيرها. ترافق الخطّةُ الطلبةَ من مرحلة اللقب الأوّل، مرورًا بإجراءات القبول للّقب الثاني، وخلال الدراسة للّقب الثاني. هذه الخطّة ستعمل في البداية كمشروع تجريبيّ (پايلوت) لفترة ثلاثة أفواج بدءًا من السنة الدراسيّة 2018-2019.

 

البيانات التي وصلت إلى لجنة التخطيط والموازنة تُظهِر أنّ عدد الاختصاصيّين النفسيّين العرب في إسرائيل في جميع أنواع التخصّص هو 198 اختصاصيًّا، ويشكّل هؤلاء نحو 3% فقط من مجموع الاختصاصيّين النفسيّين في إسرائيل. هذا العدد لا يمكّن من تقديم خدمات نوعيّة للمجتمع العربيّ الذي تبلغ نسبته السكّانيّة 20.8% من المجموع السكّانيّ العامّ. تعود ضرورة زيادة أعداد الاختصاصيّين النفسيّين العرب -في ما تعود- إلى الفجوات اللغويّة والثقافيّة التي لا تمكّن الاختصاصيّين النفسيّين اليهود من تقديم خدمات نوعيّة تلائم المجتمع العربيّ.

 

على سبيل المقارنة، نشير أنّ نسبة الاختصاصيّين النفسيّين العلاجيّين (الإكلينيكيّين) في المجتمع اليهوديّ هو اختصاصيّ واحد لكلّ 1,700 مواطن، بينما تصل النسبة في المجتمع العربيّ إلى اختصاصيّ واحد لكلّ 31,000 مواطن .

تمثيل الطلبة العرب في اللقب الأوّل في علم النفس يصل إلى 8.1%، وذاك نصف تمثيلهم العامّ في الدراسة لمختلف مواضيع اللقب الأوّل. إلى هذا أضف أنّ 0.8% فقط من الطلبة العرب للّقب الأوّل يختارون هذا المجال مقابل 1.6% من الطلبة اليهود، أي إنّ الطلب لهذا الموضوع في صفوف العرب يصل إلى 50% ممّا في صفوف اليهود.

في اللقب الثاني، يتراجع تمثيل المجتمع العربيّ في دراسة علم النفس على نحوٍ ملحوظ، ويصل إلى 3.1% مقابل تمثيل بنسبة 8.9% في الدراسة للّقب الثاني في المواضيع الأخرى في المؤسّسات الأكاديميّة التي تتلقّى ميزانيّات من مجلس التعليم العالي.

 

الفحص المعمّق الذي أجرته لجنة التخطيط والموازنة أظهر أنّ القبول للّقب الثاني في علم النفس بالغ الصعوبة بالنسبة لجميع الطلبة الجامعيّين في إسرائيل، ولا سيّما الطلبة العرب؛ وذلك للأسباب التالية:

  • طلب معدّل علامات مرتفع في اللقب الأوّل. يُطلب من الطالب العربيّ أن يتغلّب على فجوات كثيرة عند التحاقه بالجامعة، بعضها لغويّ وبعضها ثقافيّ، وهذه الفجوات تصعّب عليه التفوّق والحصول على علامات عالية في اللقب الأوّل.
  • امتحان “هَمِتآم” (امتحان القبول للألقاب المتقدّمة في موضوع علم النفس)- امتحان موحّد قطْريّ، ويُعتبر شرطًا من شروط القبول للّقب الثاني. يُجرى الامتحان باللغة العبريّة ويتضمّن نصوصًا باللغة الانجليزيّة. بالنسبة للطالب العربيّ، تُعتبر اللغتان العبريّة والإنجليزيّة لغتين ثالثة ورابعة، وبما أنّ علامات الامتحان نسبيّة، يجد الطالب العربيّ صعوبة في التنافس مع زميله اليهودي.
  • إعداد ملفّ شخصيّ ومقابلة شخصيّة- هذه المراحل تشمل أبعادًا شخصيّة وثقافيّة، وقد يجد الطالب العربيّ صعوبة في التعبير عن نفسه على نحو لائق بسبب هذه الفجوات.

 

بناءً على ما ذُكر، قرّرت لجنة التخطيط والموازنة أن تقدّم الميزانيّة المخصّصة لهذا الغرض للمؤسّسات الأكاديميّة التي تقدّم برامج مرافَقة ودعم للطلبة العرب في دراسة علم النفس، تشمل الأمور التالية:

  1. اللقب الأوّل: المساعدة في مواجهة الصعوبات اللغويّة والأكاديميّة والاجتماعيّة والثقافيّة في الدراسة للّقب الأوّل ابتغاء رفع نسبة الطلبة العرب الذين يُقْبَلون للدراسة للّقب الثاني.
  2. إجراءات القبول للّقب الثاني: تحسين قدرات التعامل مع الإجراء وشروط القبول للّقب الثاني، من خلال التشديد على الدعم الماليّ والتحضير لامتحان “هَمِتْآم”، والمساعدة في بناء الملفّ الشخصيّ، وفي التقدّم إلى مقابلات القبول وغير ذلك.
  3. تقديم مساعدة للطلبة العرب، خلال الدراسة للّقب الثاني في علم النفس، في التعامل مع الصعوبات الأكاديميّة والوجدانيّة، من خلال المرافَقة الإرشاديّة الفرديّة والجماعيّة، وذلك ابتغاء مساعدة الطلبة على إنهاء دراستهم في الوقت المحدّد.